أمي
... يا حارسة الأوطان
حياتي
خطوات هائمة بين دفتي كتاب
أول صفحاته
إهداء لامرأة قادت كل مراحل العمر
منذ
استخراج شهادة الميلاد إلى شهادة الجامعة..
وبعد
خاتمته توقيع يحمل بصمتها وطعمها ولون ملامحها..!!
أمي....
تلك المرأة
التي انبثق من رحمها اثنا عشر إنسانا
أولهم ثائر
وآخرهم شاعر يتغنى بحب الأوطان
وبين
الثائر والشاعر شهيد وأسير ذاق الويل والحرمان
أمي...
الزوجة
الصالحة لأبي ، والأم الحنون لأخوتي ، والابنة البارة لجدتي ،
والأخت
الواصلة لخالي وخالتي...
في معالم
وجهها يتلخص تاريخ طهر النساء
فيها أرى
صبر أم موسى وحنكة أخته وعطف زوجة فرعون
وجلال
بلقيس وقدرها..
أمي......
امرأة -
كما النساء في وطني – ضحتْ ، وبرضا فلذة كبدها قدمتْ
وتعذبتْ
...تزور السجون وتزور القبور.. وتنتظر على الحاجز ...
على شرفات
الموت كل يوم تقف فما جزعت ولا عرف الجزع لقلبها باب..
ومازالت
تؤمن بالأمل الذي ورثته من أبيها وتورثه لنا
تؤمن بشعاع
النور الذي يغزو الظلمة عبر ثقب الباب
خلف الباب
تعلم وتُعلمنا أن الحرية تنتظرنا
وتيقن أن
العبودية لم تُخلق لنا.
أمي
يا حارسة الأوطان
يا قاهرة الذل والهوان
يا ثائرة
يا آسرة السجان
يا صابرة وصبرك عنوان
أمي
على طرف ثوبك طُرزت خريطة الأزمان
ذاك الثوب الذي يمتد إلى ما بعد المكان
وكل غرزه فيه تحمل نبع حنان
ورمز أمان
حاضرة أنتِ لا تغيبي
فلستُ أحتاج مناسبة لأذكرك
بل ذاكرة التاريخ تحفظك
وأينما أولي وجهي أجدك
بملامحك
بحنانك
بثباتك
دوما أجدك
أمي
أعتزُ بذاتي فقط لأنني ابنتك...!!!!
زينة زيدان الحواجري