السبت، 24 سبتمبر 2011

هم يطلبون دولة .. ونحن لا نرضى بأقل من وطن!!!



 هم يطلبون دولة .. ونحن لا نرضى بأقل من وطن!!





جلسنا بالأمس ِ عصراً في البستان نناظر الأشجار ونتأمل حبات الزيتون المتدلية
تعانق الأغصان . عن يمني أمي تشتم الريحان وتحرك أوراقه لتعطر المكان ،
وجدتي بجوارها تستنشق عبق الرائحة والعطر وتشاهد الألوان . الهدوء من حولنا تتخلله معزوفة صوت الأطيار والألحان.
بدا الصمت على ملامحنا ولكن في قلوبنا طبول وبركان... بعد لحظات سيكون طرح عالمي لدولتنا ورغبتنا بأن يكون لنا وطن بين الأوطان . تلك الطبول جلجلت
المشاعر والوجدان وأجبرتني على ترك البستان وتوجهت لسماع كلمات تمنيتُ أن تصل للحد الذي يتناسب مع الثلاث وستين سنة من التوهان.

جاءت اللحظات ..
جاءت الكلمات .. .
حارة كانت التصفيقات.. عبارات مؤثرة هزت منا الوجدان ، استرجعت كل الآهات . ظهرت الكلمات كأنها تلخص مطالبنا وأحلامنا كأنها تجسد واقعنا  لكنني حين تأملتُ السطور وجدتُ فيها  إجهاض للحق والأمل.
صفق الحضور ثلاث عشرة مرة وعيني أذرفت الدموع ألف مرة.. عبارات مُرة
جعلت العالم يعلم مدى الألم الذي نعيش كل يوم وكل لحظة، لكنها لم تُنصف وطني الجريح بل اختصروه في دولة واختلفنا في هذه النقطة " هم يسعون من اجل دولة ، ونحن نريد وطن لا ينقصه من الرمل ذرة" كغزلٍ مبعثر نحن .. مبعثرٌ عبر الصحاري والرمال والأشواك يصعبُ جمعهُ ولا نطيق خسرانه..

جاءت الكلمات..
وجاء فيها..
 بدلاُ من أن نطلب لنا وطن أهدينا عدونا أمن.. وبدل من أن نطلب من العالم بوطننا اعتراف منحنا عدونا دون عناء منه وطناً له فوق أرضنا..واستبدلنا القدس الشريف بقدسٍ شرقية..خشينا ذكر الناصرة والجليل وعكا الأبية ومنحناهم الحق في المطالبة بدولة يهودية.. شطبنا من فوق السطور تاريخ 1948 ورسخنا في الذاكرة 1967 .. وما يدعو للسخرية أنه رغم كل التنازلات ورغم كل الإذلالات من قبل البدء تُرفض القضية..يا أيها الفلسطيني أينما تكون كن قوياً  الكلمات والتصفيقات لا
تُرجع وطن ولا تصنع هوية .. لا مقاومة سلمية فغير السلاح لا يحل القضية .. ولا دولة يهودية بل وطن كامل حر جذوره إسلامية.

سمعت الكلمات
والخطابات
ما أتفهنا إن استجدينا من عدونا وناصريه إنصاف ... كتبت قبل اليوم هنا :

جهودكم ذاهبة هباء
كمريضٍ نحن يستجدي من عَطَارٍ دواء
في أيلول ينتظركم تعنتاً ورفضاً وكبرياء
لِمَ كل هذا العناء ؟؟؟

سمعت الكلمات
وتعمقت في المفردات
وفي عقلي تجول هذه المعادلة أمريكا استخدمت منذ نشأة الأمم المتحدة عام 1945م حتى الآن الفيتو_ وهي كلمة لاتينية تعني الرفض أو النقض _ 77 مرة .. 36 مرة كانت لصالح من تسمي نفسها إسرائيل....!!!!!!!!!!!!

سمعت النداءات
و الاستجداءات..
سمعت الكلمات.. رجعت للبستان وفي عقلي أحاول ترجمتها بلهجة بسيطة عامية لألخص محتواها لتلك العجوز الأبية التي تنتظر منذ ثلاث  وستين سنة لحظة حرية .
فوجدتها مازالت تشتم عطر الريحان وتطالع الألوان وتستمع للألحان..
جلست بجوارها أنظر بصمت إلى يديها اللتان تداعبان الأغصان ..

سألتني بغير اكتراث :

-         ماذا حدث للأوطان ؟؟
هل ألملم حاجتي .. واستعد لعودتي ؟؟

أجبتُ وغصة تحتل حنجرتي ومقلتي تكافح دمعتي :

-         لا يا جدتي .. فبلدتنا تتبع حدود 1948وهم  ابتدعوا حدود جديدة تسمى حدود حزيران.. هم يطلبون دولة ويُضيعون منا أوطان..
-          
رغم عدم اكتراثها في عينيها دمعة برقتْ ، إلي نظرتْ ، صمتتْ ، لجذع شجرة الزيتون استندتْ .. استأنفتْ :

-         لا تحزني المفتاح مازال بحوزتي...
 والكلمات مهما استعرت واشتعلت لن تضيع حق عودتي ..
مازال هناك ينتظرني بيتي في بلدتي...


دمعات جدتي وآهاتها لخصت ما يجول في خاطري وبعدما كنتُ أبحث عن مفردات سهلة لأشرح لها القضية وجدتُ نفسي أتوه عبر مفرداتها و أتعمق في كلماتها علِّي
استوعب القضية علِّي أتعلم منها معنى الصبر والثبات والحرية...


زينة زيدان



هناك 21 تعليقًا:

  1. السلام عليكم اختى
    ما أصدق كلماتك
    يا أيها الفلسطيني أينما تكون كن قوياً الكلمات والتصفيقات لا
    تُرجع وطن ولا تصنع هوية .. لا مقاومة سلمية فغير السلاح لا يحل القضية .. ولا دولة يهودية بل وطن كامل حر جذوره إسلامية.
    ارغب فى استبدال كلمة واحدة الفلسطينى بالانسان
    فهذه كلمات موجهه للجميع ليست للفلسطينين وحدهم فلسطين وطن كل مسلم عربى وبلادنا بلادكم وبلادكم بلادنا هكذا راها دون اسلاك شائكة ولا حدود فاصلة
    دومتم فى عزة

    ردحذف
  2. ستعود فلسطين ارض الاحرار وعباس يتكلم عن حزيران هناك شهداء مستعدون لبذل الدماء
    سيعود الاقصى حرا ابيا بلا لجان ونقاط تفتيشيه ستعود الجده لبيتها فمازال هناك ابرار
    تحياتي لجميع اهلي بفلسطين

    ردحذف
  3. إلي زينة المدونات
    والله يازينة إن قلوبنا تنفطر حين تلفنا كلماتك الموجعة، نعم يا اختاه إن مآساتنا نحن العرب أننا نتمسك بالشرف في مواجهة عدو خسيس لا يعرف معني للشرف، ونتمسك بالطرق والمسارات القانونية والدولية أمام اجتياح عدو لايعرف إلا شرع الضباع وقوانينها. لكن شعوبنا وشبابنا فيهم الأمل طالما فيهم عقول مثلك أنت يازينة. يازينة أشكر لك سؤالك فقد غمرتني بجميل لا أعرف كيف أرده. بوركت يا أختاه ولا أرانا الله دمعك بعد إلا في الفرح بإذن الله.
    د. محمد زكريا الأسود

    ردحذف
  4. زينة الصبايا
    ابنتي الغالية

    لن اقول اكثر من

    حسبنا الله ....نعم المولى والنصير

    دمتِ بخير

    ردحذف
  5. الاخت الغالية .. زينة زيدان

    والله ما راينا وسمعناه احزن قلوبنا كثيرا , ولكن ما هو الجديد فيما يحدث انه نفس الاستهترار الامريكانى والعالمى بنا وبرؤسائنا العرب ,
    و اين الكرامة,,, اين العزة لهذه الشعوب الابية التى ترفض وبشده ما يحدث ,, نعم غاليتى لن تعود اراضينا الا بالدم والقوة كما سلبت مننا ,, ولكن عزائنا هو التصبر بالخير فغدا قادم قادم لا محاله ,
    نساله الله الصبر والنصر , فهو حسبنا ونعم الوكيل

    مودتى غاليتى وحبى

    ردحذف
  6. رائع جدا .. كلمات لا تخرج إلا من فلسطينية حقة ..
    شوفي أختي ..
    طالما المقاومة ثابته .. فليفعل عباس ما يشاء ..
    القافلة تسير .. والكلاب تنبح

    ردحذف
  7. كم جيل تعاقب على الحلم بالعوده .. والأمل دائما في الجيل الجديد
    نعم..كانت كلمات توقظ الإحساس ليحيا الألم من جديد .. لكن لاشيء سيعود ولا حلم سيتحقق سوى اليد وليس باللسان.


    مؤلم و حقيقي ما كتبتبي.

    تحياتي

    ردحذف
  8. زينه الغاليه

    ستي الله يرحمها كانت تقول...لو بدها تشتي كان غيمت ...

    ايش بدو يغير اعتراف الامم المتحده بدولة فلسطين ؟؟؟
    ايش بدو يغير بواقع الفلسطينيين المهجرين والموجودين حاليا على ارض فلسطين؟
    ايش فادت قرارات الامم المتحده في السابق لصالح الفلسطينيين؟؟؟ ....

    اعترفوا وللا ما اعترفوا ....بالنتيجه اسرائيل بترمي القرار في البحر وبتقول للعرب اشربوا من مياه البحر

    الله يخليلك هالتيته ويعطيها الصحه ...نصيحتي لك خليكِ قربها دايما واسمعي من كلامها الدرر واحفظي منها وسجلي عنها.

    ردحذف
  9. احنا عاملين متل الولد الي راح على الامتحان و قد يحل و يحل في الامتحان ولما أخد النتيجة طلع راسب ,بتعرفي ليش رسب لان راح دخل في القاعة الغلط .....

    واحنا اعملنا هيك لان الدولة في فلسطين والعالم ما راح يعملننا دولة ......

    ردحذف
  10. احنا عاملين متل الولد الي راح على الامتحان و قد يحل و يحل في الامتحان ولما أخد النتيجة طلع راسب ,بتعرفي ليش رسب لان راح دخل في القاعة الغلط .....

    واحنا اعملنا هيك لان الدولة في فلسطين والعالم ما راح يعملننا دولة ......

    ردحذف
  11. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  12. اختي زينة
    رغم الجراح والالم الذي يحتقن في قلبك العربي
    ورغم شدة ظلم ذو القربى
    اجد ان صدرك لا زال يفيض با الامل
    امل التحرير والعودة تحرير الارض والانسان
    كلماتك الرقيقة المعبرة عن ضمير كل عربي شريف وكل فلسطيني ستبقى عنوان لذاكرتنا التي يحاولون سلبها منا
    ففلسطين التاريخية من البحر الى النهر وحدة واحدة لا تقبل القسمة حتى على نفسها
    وما الدويلة الصهيونية المارقة الا سحابة صيف لابد لها من زوال سيبزغ الفجر مجداا في وطننا الحبيب وكل اصقاع الوطن العربي
    كل الحب والاحترام لشخصك الكريم والى الامام حتى تحرير الارض والانسان
    نضال النوباني

    ردحذف
  13. يا أيها الفلسطيني أينما تكون كن قوياً الكلمات والتصفيقات لا تُرجع وطن ولا تصنع هوية .. لا مقاومة سلمية فغير السلاح لا يحل القضية .. ولا دولة يهودية بل وطن كامل حر جذوره إسلامية.

    دعيهم يطلبون دولة ، ودعينا نحلم بوطن .

    ردحذف
  14. مساء الخير زينة زيدان

    وعسى الله أن يحفظ فلسطين من كل شر

    هي دعوة من قلب جمعت فيها كل ما أحب

    دمتم بخير

    ردحذف
  15. اختى الغالية
    اخت الشهيد


    اعجز عن التعليق لكن بأذن الله لن يدوم الظلم طويلا
    رجاء اخير رجاء طبع قبلة على جبين جدتك و قولى لها انها من اخ عربى و يقول لكى ان دم حفيدك بأذن الله لن يضيعه الله هدرا

    تحياتى و تقديرى

    ردحذف
  16. اختى الغالية
    اخت الشهيد


    اعجز عن التعليق لكن بأذن الله لن يدوم الظلم طويلا
    رجاء اخير رجاء طبع قبلة على جبين جدتك و قولى لها انها من اخ عربى و يقول لكى ان دم حفيدك بأذن الله لن يضيعه الله هدرا

    تحياتى و تقديرى

    ردحذف

  17. السلام عليكم:
    بدهم دوله بدنا وطن....فعلا هذي هي القضيه..
    بالامس كنت افكر وأحلل وكتبت موضوعين عن الوضع الراهن ..
    خطر ببالي التالي:
    طيب حصلنا على دوله أيا كانت حدودها..

    للشعب المصري كان دوله ايام مبارك 35 سنه!!

    الليبين كان لهم دوله منذ 40 سنه!!

    السوريين لهم دوله....!!!

    ما فائدة الدوله التي شعبها فيها سجين او قتيل او شريد؟؟؟؟!!

    فعلا نحتاج وطن ..
    مالفرق؟؟

    الفرق ان الدوله تعطيك جواز سفر..

    أما الوطن فيعطيك دفء وحنان..يعطيك حريه..يعطيك شموخ واعتزاز وانتماء..

    هذا الذي نبحث عنه..
    الحريه وحنان الام (الوطن)..

    الفرق بين الدوله والوطن كالفرق بين زوجة الاب والام الطبيعيه..

    الفلسطيني الامريكي له دوله هناك وكذلك اي عربي مغترب..



    لكن أشك انه قد ينسى الوطن الام..


    وهذا هو الفرق...

    ردحذف
  18. بسم الله وبعد
    نعم أختنا في الله، لا نريد دويلة وإنما نريد وطنا كريما شامخا عزيزا أبيا، وما أخذ بالقوة لا ولن يسترد إلا بالقوة
    بوركت على الطرح

    تحياتنا واحترامنا وتقديرنا لك

    موقع المنشد مازن الرنتيسي - أبو مجاهد
    صفحة أحلام الرنتيسي – هذه سبيلي

    ردحذف
  19. لا يمكن ان ناخذ حقنا الا عنما نتحد جميعا ونكن يد واحده فيهابنا العدو ويفقد قوته اشعر بان النهايه بدات تسطر اخر سطورها وسوف يزول العدو الى نهايه العالم
    تحياتى زينه الاخت العزيزه
    ابوداود

    ردحذف
  20. الأصدقاء
    والصديقات

    أشكر مشاركتكم الجرح
    ووجودكم الذي يزين كلماتي ويمنحها معنى وحروف جديدة..

    لكم مني كل الشكر

    تحيتي

    ردحذف
  21. صبراً أختى الكريمة ..

    إن حقنا العربى الإسلامى واضحٌ , ولا جدال فى أن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة , ونصر الله آتٍ لا محالة.

    ولكن معطيات الفترة الحالية تتطلب الأخذ بكل الأسباب المتاحة إلى أن تحين لحظة الحسم.

    بارك الله فيك.

    ردحذف

زودني بثقافتك .. مساحة النقاش بين يديك