الأربعاء، 29 أغسطس 2012

ثــــــورة ُ كَلِـــــم


ثــــــــــورة ُ كَـلِـــم


بين النص والحاشية تاهت خطوات القلم،
وكان أثرُ خطواتِه كَلِم.
كسائرٍ عبر الصحراء تائه الخطى
 شق طريقه عبر الصفحة البيضاء ذاك القلم .
فكان وقعُ أقدام الحروف على الصفحة مرتجف ،
فأفصحَ عن كلماتٍ بلا مغزى ولا لذة ولا طعم .

رأس الصفحة أبيض ينتظرُ أن يملأه عنوان ذو قيم كسماءٍ نقية لا يشوبها غيم....
فار الحبر بعشوائيةٍ عبر النقاء ظنناً بنفسه أنه يخطُ حكم .
أراد أن يكون زينة ً كما يفعلُ في السماء النجم ..
وتناسى عشوائيته وسواد رذاذه الذي لا يجلب للصفحةِ سوى ليل حالك بلونِ الفحم.
عاث السواد فساداً عبر الصفحة ِ البيضاء ، فالمتأمل بها لا يدرك حقاً..
 هل أن الصفحة َ كانت فعلا ً بيضاء ...؟؟!
أم هي أصلها سوداء يتخللها رتوش بيضاء..؟؟!!!
وفي النهاية وجدت ُ بين يدي لوحة.... لوحة مرسومة بفرشاة ِ القدر
فالصفحة البيضاء وطني الكبير الذي يجمعُ شمل َ العروبة الشماء ،
 وفي أعلاها حبر يتناثر كغيوم ٍ في السماء ،
 والكلمات التي تتزاحم ُ أسفله هي شعب ذو أيد ٍ مرفوعة بالدعاء
 تطلب من المولى أن تكون غيوم خيرٍ وشتاء
وسببا ً في غسل الأرض التي ارتوت من تحت أقدامِه دماء...


إن كنت  رساما ً فارسم لوحتك واجعل عنوانها ..." قدرة الحبرِ على غسل الدماء "

فلو كانت كل أقلامنا منذ البداية شريفة عفيفة ثابتة الخطى 
لما تاهت منا الدروب عبر الصحراء ،
ولَما كنا قطيع أبقار مُغمى الأعين  نبحث الكلأ ومن حولنا العشب في كل الأنحاء ،
ولَما ألبسنا الحملَ جلد أسدٍ وتوجناه  راع ٍ لنا ،
 ووقع السياط على جلودنا كصوت الحادي عبر المهالك يقودنا ...!!

لو كانت أقلامنا منذ البداية شريفة عفيفة ثابتة الخطى...
 لسالَ الحبر بانتظام وتحكم به ضمير عقلاء وليس أقوياء ،
 ولسطرَ عبر السماء نور علم ووعي  وضياء...
و لانسابت أشعة النور لِتنجد َ الأجساد النحيلة المغرقة بالشقاء..

زينة زيدان

هناك 31 تعليقًا:

  1. آه لو علمنا قيمة القلم الذي أقسم به ربنا
    تحياتي لكِ احسنتِ

    ردحذف
    الردود
    1. تتجلى قيمة القلم و تتضح من خلال قسم الله عز وجل به
      و إن ما يؤديه القلم من أثر في نفوس القراء له دور في تشكيل الفكر العام أكثر من الوسائل الأخرى
      لذا يستوجب على كل صاحب قلم أن يتقي الله فيما يكتب
      و يجعل من حبره رسالة واضحة لأجل الحق والخير

      كل الشكر لك أخي مصطفى

      حذف
  2. لكم هى كلمات أفاضت بحمل ناءت به من طويل صمت لعيون ترى مرير الواقع وتحيى عقباته الكؤود ...والآسى يكاد أن يفيض حتى لكأنه فورة بركان يغشى كل ماحوله من غيبوبة الرحم الولود ...لكنها وقفة أنفاس لجيل تسلم الراية ...وتمضى به الخطى ...وسوف يتحقق به النصر ...ولو طال به المخاض ...لكى يعلن ...بشارات النصر والتمكين ...سيأتى الغد الذى يحظى بخيراتهمن خط لهم قلمك ...الحرف الكلوم...دمت مبدعة زينة زيدان ...

    ردحذف
    الردود
    1. أستاذي العزيز

      هي كلمات أتت لتنوه أن ما يحدث لنا من ظلم
      وما حد من تبجح لرؤوس وجب في حقها القمع
      لكنها توحشت و تمردت بفضل دعم أصحاب الأقلام المنافقة
      اليوم آن لأقلامنا أن تتحدث
      و تنتفض
      وتثور
      لأجل تثبيت الحق
      و إزهاق الباطل

      كل الإحترام لك
      أستاذي العزيز

      حذف
  3. تصلح هذه التدوينة أن تكون مقدمةً لكتابكم "جراح الياسمين"
    (طبعاً بعد بعض التعديل .. ههههه)
    تحيتي لك أختي زينة ولقلمك ومعانيك السامية ..
    مع التحية الطيبة ..

    ردحذف
    الردود
    1. كتاب جراح الياسمين هو كتاب للجميع أخي محمد
      وأنت في مقدمتنا .. فإن حضور حرفك عبر الكتاب شرف كبير لنا ولكل المشاركين
      أشكرك أخي الكريم على ثقتك بكلماتي
      و أسلوبي


      حذف
  4. الكاتبه زينه زيدان ماذا
    أقول بعد ان رسمت هذه اللوحه
    العبقريه
    وتراقصت حروفك لتشبع ويهنئ بها الفؤاد
    هل للكلام موسيقي
    اعتقد ان زينه موسيقيه الحرف
    فلسفه عميقه وخيال خصب غني في وجدانك
    برافووووو
    صباحك طيب

    ردحذف
    الردود
    1. إن لكلماتك هذه وقع خاص في نفسي يا كارولين
      فمن هم بمثل ابداعك ... كلماتهم شهادة فخر لي

      أشكركِ
      و أتمنى أن ترتقي كلماتي لمستوى أذواقكم

      حذف
  5. مساء الورد زينة

    رسم دقيق ومتفرد لحالة الحرف أو حتى الورقة

    بطريقة موسيقية جميلة تعكس ثقافة لغوية رائعة

    تحياتي وإحترامي

    ردحذف
    الردود
    1. أخي ريبال

      تلك اللوحة ترسم المعناة و الموت الذي لا ينتهي
      وما كلماتي إلا وصف للوحة رسمها القدر

      أشكرك أخي الكريم
      و سعيدة بتواجدك

      حذف
  6. اختى العزيزة
    اخت الشهيد

    بجد مش عارف اعلق
    لوحة جميلة رسمتيها يقلمك ولونتيها بكلماتك

    تحياتى

    ردحذف
    الردود
    1. أخي ابراهيم

      ربما الصمت أبلغ الرسالات
      وما كانت الكلمات إلا وصف لحالة نحياها
      و نعاني امتداد الظلم عبر مراحلها

      كلي شرف بمتابعتك الكريمة

      حذف
  7. بارك الله فيك وفي عذب كلامك
    فعلا لو ان الجميع ادرك جسامة مسؤولية قلمه لكان زماننا غير الذي نعيشه اليوم في كل البلاد العربية,,,
    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. أخي محمد

      تكمن القضية في ادراكنا لحجم المسئولية الملقاة على عاتقنا
      و مدى قدرتنا على التغيير
      و التأثير

      أهلا بك أخي العزيز دوما

      حذف

  8. فلو كانت كل أقلامنا منذ البداية شريفة عفيفة ثابتة الخطى
    لما تاهت منا الدروب عبر الصحراء ،

    اااااااااه يازينة فلسطين
    صدقت غاليتى
    كلماتك تنثر ألماً وحسرة على الحاضر
    بين السطور ترتع الاحاسيس المعذبة المترقبة للخلاص
    وان شاء الله القادم سيحمل الخير للبشرية كلها مادام هناك من لايتخلى عن درب الحق والخير

    احسنت حبيبتى بارك الله فيك وفى احساسك وفكرك العميق
    دمت بخير

    ردحذف
    الردود
    1. كال ما أتمناه أن يكون القادم حاملا للخير
      و النصر والخلاص

      لقد لخصت الأمنيات في كلماتك
      و لكن هل للأمنيات أن تدخل طور الواقع

      كل الود أختي وصديقتي ليلى العزيزة

      حذف
  9. صدقت كلماتك الثائرة غاليتى زينة

    فلو صدقت كلماتنا لصدق كل شيىء حولنا

    نساله سبحانه ان ينعم على امتنا العربية بالامن والصدق والموالاه للشرع والدين

    مودتى غاليتى

    ردحذف
    الردود
    1. عزيزتي بسمة

      لو كانت كلماتنا تخلو من النفاق و المجاملات
      والمداهنات لما وصل بنا الحال إلى هنا


      أشكركِ صديقتي
      وأشكر دعواتك الطيبة

      حذف
  10. كلماتٌ جميلة أختي زينة .

    و كأنكِ ترسمينَ لوحةً حيَّة لكل ذلك ..

    أسأل الله أن تصبح تلك اللوحة أجمل و أبهى خلال الأيام القادمة ..

    أطيب الأمنيات ..

    تحيآاتي لكِ ..

    ردحذف
    الردود
    1. عزيزتي دعاء

      أشكر كلماتك ودعواتك

      وأتمنى لكِ عاما دراسيا موفقا

      كل الود

      حذف
  11. السلام عليكم
    كل كيان يمر بأوقات ضعف فهذه سنة الله فى كونه
    والقوى الذى يملك العزيمة والارادة يعاود الوقوف مجددا
    رائعة زينة

    ردحذف
    الردود
    1. أخي محمد

      أتمنى أن تعاود الأقلام للوقوف بعد سباتها ونفاقها
      وأن يكون لنا قدر من العزيمة يقوينا على قول الحق

      أشكرك أخي الكريم

      حذف
  12. هي ثورة ليست كأي ثورة .. فصدق الكلمة نابع من القلب ويصل للقلب .. أبدعتي صديقتي العزيزة زينة فالحرف هنا ينطق بأوجاع الزمان

    ردحذف
    الردود
    1. صديقتي كريمة

      هي ثورة تحاول أن تجعل لنفسها مكان في هذا الزمان
      الذي وصفتيه بأنه مليء بالأوجاع
      علها تغير ولو جزء يسير من هذا الواقع المرير

      كل التحيات لكِ عزيزتي

      حذف
  13. زينه
    كم هى كلمات قاسيه على قلوبنا وعلى وجداننا ولكننا على يقين انها ستكون ثوره بحق
    فقمة الابداع نابعه من خلال الكلمات فعندما نقول
    فلو كانت كل أقلامنا منذ البداية شريفة عفيفة ثابتة الخطى
    لما تاهت منا الدروب عبر الصحراء ،
    فنعلم بان اذا كان لدينا الصدق والضمير لما تاهت نفوسنا عبر مر السنين
    تحياتى واحترامى زينه
    ابوداود

    ردحذف
    الردود
    1. أخي محمد

      إن للقلم أثر في حياة الأمم أكثر من السيف
      و ما أرجعنا للخلف هو نفاقنا وإعلامنا المزيف
      الذي جعل من الحق باطلا ومن الباطل حق

      أشكر توضيحك المتميز

      حذف
  14. لكل سطر معنى ومغذى , قرأت سطورك اختى الغاليه بتمعن واعدت قراءتها مرات ومرات فقد انتقلت بنا من صراع قلم وورقه الى واقعية نعيشها
    لاتخرج هذه الكلمات ابدا من روح لا تعيش وتلمس جروح امتنا العربيه
    دمتى شاعرة اديبة ذات احساس مرهف عال
    ابدعتى زينه

    ردحذف
    الردود
    1. أخي محمد

      أشكر ثناءك على ما كتبت
      وثقتك بأسلوبي الذي أرجو من الله أن يكون بمستوى
      رقي الفكر لديكم..
      وما كانت كلماتي هنا إلا وصف لوجع في القلب
      واحتجاج على واقع غير عادل

      لك مني كل الاحترام

      حذف
  15. لو كانت أقلامنا منذ البداية شريفة عفيفة ثابتة الخطى...
    لسالَ الحبر بانتظام وتحكم به ضمير عقلاء وليس أقوياء ،
    ولسطرَ عبر السماء نور علم ووعي وضياء...
    و لانسابت أشعة النور لِتنجد َ الأجساد النحيلة المغرقة بالشقاء..

    ***


    وهل يخطّ قلمك غير الرّوعة يا زينة ؟؟

    تقديري


    صاحب الزمن الجميل
    http://zaman-jamil.blogspot.com/

    ردحذف
    الردود
    1. أخي منجي

      أتمنى أن يكون لقلمنا صوت يصل إلى هدف سامي


      كل الشكر أخي الكريم

      حذف

زودني بثقافتك .. مساحة النقاش بين يديك