أشياء من هنا...
عُرسٌ في المخيم
الجزء الثالث
الجزء الثاني ....
أفراحنا دوما مؤقتة ، لكن أهلنا يعطون الأفراح حقها . فأنت تشعر
بالفرح في كل ركن وزاوية . كل شيء مزين مجمل ، فلمبة النور التي تنير الشارع ها قد
أصلحها "أبو محمد" بعد أن حُطمت بفعل جندي عندما أغلقوا المخيم للقبض
على ابن الجيران " أشرف " ، وغرفة الضيافة التي هُدمت أرضيتها بحثا عن
سلاح كان بحوزة " محمد" ها قد أُعيد تعميرها .... الجدران العتيقة طليت
بلون مبهج ... كل شيء يرقص ويترنم بلحن جميل لم يعزف في هذا البيت من قبل ...
طفلات صغيرات أعمارهن لم تتجاوز العشر سنوات ، يرتدين فساتين بيضاء ...
حمامات هن بل أجمل .. ينافسن الحلم في رقته والملاك في براءته ...
مَنْ هم في مثل أعمارهن من الأولاد يرتدون بدل وربطات عنق ، وكم
تضجرهم تلك الربطات ، كيف لطفل المخيم أن يرتدي ربطة عنق وهو طوال العام بلا حذاء
...؟؟!!
بينما أتأمل بين الحلقات الثلاث فإذا ب " الكاسيت " يصدح
بأغاني الدبكة الشعبية :
""يلا نشبك إيد بإيد على الدبكة الفلسطينية
......."
كان الجميع كأنه منتظر هذا التصريح ما إن دقت ألحان الدبكة حتى اتحدت
الحلقات في حلقة دبكة واحدة ، فكلا الجيلين يعشقان هذه الرقصة الشعبية المحدثة ..
الدبكة الشعبية لا يكاد فرح فلسطيني يخلو منها فهي الرقصة التراثية
الشعبية التي يصطف بها عدة أفراد كفرقة
واحدة تؤدي حركات منتظمة وموحدة بالأرجل والأكتاف ...., يصطفون بها جنبا إلى جنب
بأيدٍ متشابكة وحركات موحدة وقلب واحد
ويؤم فرقة الدبكة المُلوح الذي يتقدمهم وينظم الحركات ...
زاد الفرح و السرور في بيت العروس في قلب المخيم .، ودارت بين الضيوف
كؤوس الشراب .... وتعالت أصوات الأطفال من الخارج بحماس ..." وصلت العروس ...
وصلت العروس "
كانت هتافات الأطفال كأنها إعلان عظيم . فوقف الرجال في الخارج وزادت
النساء من حركاتهن ورقصاتهن في الداخل وارتفع صوت "الكاسيت" إلى ذروته ....
للحظات أصبح الفرح سيد البيت والحزن سقط عن العرش فأمسى عبدا لا أحد
يلتفت إليه ...
و كان الفرح كنجفات معلقات في أسطح البيت .
وبينما نحن بين لحظات الفرح نتنقل طلت علينا العروس بفستانها الأبيض و
بجمالها وبالفرحة التي تطل من عينيها فتنشر
السعادة في قلب أم محمد وأبو محمد وكل الحاضرين .... شمس تطل من عينيها...أضاءت
أكناف البيت و أنارت المخيم بأكمله .
كونها عروس، وكونها بكامل زينتها ، وكونها ترتدي فستانها الأبيض
لمرة واحدة في العمر لم يشفع لها عن عبور الشارع الضيق مشياً.... قطعت الشارع ،
وصلت الأعتاب ، وأخيرا دخلت بيت أبيها ، جلست على كرسيها ... سكت الجميع وأسكتوا
"الكاسيت " ...
في نصف حلقة التفت النسوة من حولها بثيابهن وزينتهن التي لا تضاهى ..
تناوب الجميع على السلام عليها وهي بين
الفرحة والخجل ترتبك ، تسلم على النسوة ... لا تعرف أغلبهن وتُشعر الجميع بأنهم
أهلها.
في نصف حلقة أخذن النساء يرددن الأهازيج و " المهاها " وهي
جزء من تقاليد الأفراح الفلسطينية حيث تعدد النسوة محاسن العروس و أهلها في كلمات مصفوفة
مسجوعة ثم يتبعنها بزغرودة موحدة من جميع الموجودات "أووويهااا وجهك مدور و 17 مدينة فيه ...أووويها يا دولة القدس والرملة تقيل فيه
... تفاح شامي وإن هب الهوا يرميه..........للووووييييييي"
صدح صوت الزغاريد .... وتعالى بصخب ..
في داخل الحلقة تتلفت أم العروس " أم محمد " في وجوه
الموجودات ثم انطلقت للخلف وأتت بأم محمود و جعلتها في صدر الحلقة ..." أم
محمود " أم الأسير الذي أُسر منذ ثلاث سنوات .. لا بد أن تكون اليوم في صدر الموقف كما اختار ابنها أن يكون في صدر القضية.....!!
و في مثل هذا الموقف لا بد أن يكون "محمود" حاضرا فانطلقت
المهاهاة من أحد النسوة إيفاء لأم محمود ولصبرها :
" أويهااااااااا يا صحن رايب ...أويهاااااااا وعليه السمن ذايب ... يا شوبش و رفعة راس إليك
يا محمود ولو إنك في السجن غايب ...لللووووووووووووليييييي..."
وبعد دقائق معدودة أتى الفارس ليصطحب عروسه إلى صالة الأفراح كي يكمل
مراسم الزفاف حسب عادات أهل المخيم .أخذ العريس عروسه من يدها والجميع خلفهما يغني حتى أوصلوها إلى رأس
الشارع حيث تنتظرهما سيارة مزينة بأكاليل الورود والأشكال والحروف التي تجمع
اسميهما .
وكان هناك مركبات وحافلات كبيرة لنقل الضيوف إلى صالة الأفراح ..
لم يكن لدي وقت لأكمل باقي مراسم الزفاف فاكتفيت بهذا القدر وعدت وأنا
فرحة جداً
لأن أهلنا رغم الصعاب مازالوا يحملون في نفوسهم معالم البسمة ...
ورغم
المعاناة المستمرة هم يعرفون كيف يفرحون..
انتهى...
زينة زيدان
مراسم فلسطنيه جميله تعرفت عليها انا شخصيا
ردحذفونفسي في يوم من الايام اشوفها بعيني
عاشت ام محمود
وعاشوا العروسين والف مبروك لللللللويييي
تحياتي
عزيزتي كارولين
حذفكم أتمنى أن تظل بلادي غيمة نصر واستقرار وتتيح الفرصة لعشاقها بأن يشرفونا بزياراتها..
عشتِ صديقتي
وعاش جمال قولك
تحيتي
صباح الغاردينيا زينة
ردحذف:)
سردك رائع شعرت وكأني كنت مدعوة هناك
رائع الاحتفال رغم الألم
ويارب نحتفل بفلسطين يوما ً عروساً تزف للحرية "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
Reemaas
طابت أوقاتك ريماس
حذفأنتِ بالفعل كنتِ مدعوة فهنا حاولت بقدر استطاعتي أن أرسم لكم ما جرى هناك ..
أشكر دعواتكِ الطيبة
تحيتي لكِ عزيزتي
هو عُرس الفرح .. والسعادة حتى ولو بأسبط الأشياء .. جميل ما خطته أناملك تحياتي ولكم الحرية بإذن الله
ردحذفهو عُرس الحرية بإذن الله
ردحذفعزيزتي كريمة
حذفسيكون للحرية حفل كبير في بيتنا العربي الكبير
والوقائع تحمل البشائر
والركب يمضي نحو النصر
صبرنا كثير
وما بقى سوى القليل
تحيتي
طقوسكم لها طابع دافىء و احساس رائع
ردحذفوصفتيها بدقة رائعة
ربنا يجعل كل ايامكم افراح
أخي مصطفى
حذفالعادات في كل مكان لها طابعها المميز ولكن هي متقاربة متشابهة لدى العرب جميعا مع اختلافات بسيطة..
أتمنى لو تمكنت يوما من حضور زفاف مصري
أشكرك وأشكر دعواتك الطيبة
تحيتي
ابداعك يفوق الوصف فى كلمات
ردحذففعرسكم رائع شامخ كهامتكم
فزده اللهم واحفظ
فلسطين الغاليه من الكبوات
تحياتى لشعورك الدائم بوطنك زينتنا
اخي محمد
حذفرغم الأحزان التي تكتنف الأماكن حولنا إلا اننا نحاول ان نرفع الشوك من فوق الورد ونشتمه ونستمتع برائحته الذكية
أشكر أخي
تحيتي
ما شاء الله تقاليد وطقوس رائعه نشعر من خلالها بالسعاده والسرور نتمنى ان يسعد الله كل فرد فلسطينى وعربى نتمنى ان تعطينا نبذه ايضا عن تقاليد وطقوس دخول شهر رمضان المبارك
ردحذفتحياتى ابوداود
أبو داود
حذفلرمضان هنا اجواء جميلة و خاصة جدا
وسأحاول أن أكتب عنها
وكل عام وأنت بخير
تحيتي
" أويهااااااااا يا صحن رايب ...أويهاااااااا وعليه السمن ذايب ... يا شوبش و رفعة راس إليك يا محمود ولو إنك في السجن غايب ...لللووووووووووووليييييي..."
ردحذف::::::::::
لحظات جميلة في عرس فلسطيني يقام رغم كل الأحزان التي تحيط بنا .. فنحن الأقدر على صنع الابتسامة وسط شلال من الدموع ..
سلمت يداك يا زينة الصبايا .
صديقتي امتياز
حذفأعراسنا في حقيقتها هي هروب من الحزن والألم الذي يستوطن معظم الأماكن لنجد لأنفسنا لحظة فرح نقتسمها و نجدد بها الحياة
سلمتِ عزيزتي
جميل و الله
ردحذف:)
اسمها (المهاها)
لازم آويها يكون الاسم :)
أهلا شيشاني
حذفانا سألت قالولي مهاها وبتبدا بآويها
شو بعرفني هيك حكولي
شكرا على الموضوع
ردحذفأهلا بك
حذفإلي زينة المدونات زينة زيدان
ردحذفجميل يازينة أن يحتفظ الناس عندك بهذا القدر من العناد في القبض علي لحظات الفرح القليلة في حياتناهذه، موهبة يمنحها الله للناس ليعوضهم عن عناء الغربة داخل الوطن. أتمني دوام فرحكم يازينة إلي فرحة يوم عودة كل ما غاب ومن غاب للشعب الفلسطيني الأبي. مع خالص التحية والتقدير
د. محمد زكريا الأسود
د . محمد
حذفلقد افتقدتك كثيرا
أتمنى ان تكون بخير
لقد أنرتنا اليوم بوجودك
أشكر دعواتك الطيبة
" أهلنا رغم الصعاب مازالوا يحملون في نفوسهم معالم البسمة ...
ردحذفورغم المعاناة المستمرة هم يعرفون كيف يفرحون "
كم هى الافلام الوثائقية التى شاهدتها عن مخيمات اللاجئين الفلسطينين ..
وكم كان يزداد حزنى - فى كل مرة - على الواقع المرير الذى يعيشه إخوتى فى فلسطين الحبيبة ..
ولكن كانت كل تلك الافلام - تقريباً - تركز على جانبٍ واحدٍ فقط .. هو جانب المأساة ..
كان معظم معدى تلك الافلام يفوتهم الالتفات إلى لحظات السعادة التى تزور أهالينا الفلسطينيين من حينٍ لآخر.
إنها لحظاتٌ نحتاجها ولا غنى لنا عنها لنخفف بها بعضاً من احساسنا بآلام الواقع , ونستشعر بها حلاوة الأمل فى غدٍ أفضل إن شاء الله.
هذا ما نجحت فيه بامتيازٍ أختى زينة.
كل التحية والتقدير.
محمد نبيل
حذفهي لحظات كأنها تشحن فينا التفاؤل والارادة
أو هي لحظات نتحايل بها على أنفسنا كي نتناسى ولو للحظة
مناسبات فيهلا لابد ان يكون للفرح مكان
أشكرك اخي العزيز
مساء الخير غاليتي
ردحذفبرغم اني قد طلبت منكِ ادراج بعض الاغاني التقليديه في العرس الفلسطيني الا اني ما ان قرأتها حتى بكيت.
اشكرك زنزون لفكرتك المبتكره وارجو ان تكملي عن حياة المخيم من نواح أخرى .
صديقتي نيسآان
حذفالأغاني الشعبية ستظل جزء منا يعبر عن ماضينا وذكريات جداتنا في الوطن انا أجالس جدتي وأستمع منها وقد دونت أغنيات شعبية كثيرة منها
حياة المخيم كرواية لها فصول ممتدة لا تنتهي
وسيكون لي تجول آخر عبر المخيم وسأعرضه هنا
محبتي لك نيسان
صباح الخير
ردحذفجميل ماوصفتيه لنا
اسأل الله ان يديم الافراح
****
Joody
صباح النور جودي
حذفأهلا بكِ عزيزتي
وأدام الله الفرح عليكِ
فعلا رغم كل المعاناة لم ينسوا كيف يفرحون.
ردحذفاستمتعت حقا بين هذه الأجزاء الثلاثة، وبين هذه التقاليد العريقة الجميلة...
بخصوص "أويهااااااااا " فكنت عندما أسمعها من السوريات في بعض المسلسلات تثير انتباهي...
تحياتي اختي زينة ولتراثكم الجميل.
اخي رشيد
ردحذفالعادات ركيزة أساسية في حياتنا وهي تتحكم في كثير
من أشكال الحياة لدينا..
حجم الألم المحيط في كل الأوقات أكبر من الأفراح
لكن في لحظة الفرح نعطيها حقها
أويهااا هذه جزء مهم جدا من أفراحنا أحبها ودوما احاول أن أحفظ بعضها
أشكرك أستاذي
شكرا على الموضوع
ردحذف