الثلاثاء، 19 يونيو 2012

حملة التدوين اليومي ....الجميلة والقبيحة


حملة التدوين اليومي ... 

الجميلة والقبيحة
قصة قصيرة
كانتا صديقتين متلازمتين منذ طفولتهما ، كان لهما نفس الاسم " ندى " و " ندى " . رغم أن لهما نفس الاسم و نفس العمر و نفس قدر الذكاء تقريبا إلا أن ملامحهما تختلف ولا تتشابه إطلاقا ، فلإحداهما من الجمال قدراً عظيما و للأخرى حظاً من القبح ، و لأن القبح هو الصفة الوحيدة التي تميزها عن صديقتها أصبح من حولها ينعتونها ب " ندى القبيحة " و أصبح لفظ ""ندى الجميلة " و "ندى القبيحة  متناقلا و مألوفا إلا أن أحداً لم يلفظه أمامها. 
كانتا دوما معا في المدرسة و الطريق و لهما زيارات عديدة  للبيت . ازدانت و ازدادت علاقتهما مع الأيام . تخرجتا من الثانوية العامة كلاهما بتقدير جيد جداً .
" ندى الجميلة " منذ فترة و طالبوا يدها يصطفون على الباب فأصبحت فكرة الزواج تتخمر في رأسها و مما حسن من نشاط الخميرة هو تشجيع أبوها لفكرة الزواج  و ما إن تخرجت من الثانوية العامة إلا و أمست عروساً بفستانٍ أبيض .
" ندى القبيحة " لم يطرق بابها أو شباكها أحد حتى و لو بالصدفة فكان دخولها الجامعة أمراً اضطراريا ، و شجعها أبوها ليس حبا في العلم إنما كي يمنح ابنته ميزة علّها تقنع أحداً بأن يتقدم لخطبتها .
كلاهما خطت أولى خطواتها نحو الحياة و كل منهما ثابرت و اجتهدت من أجل إنجاح مشروعها الحياتي..
هذه أنجبت أول أبنائها و كان غلام ...
و تلك حصلت على أول شهادة تقدير في عامها الثاني للجامعة..
هذه أنجبت ثاني أبنائها و كان غلام..
و تلك حصلت على شهادة "البكالوريوس "..
" ندى الجميلة "  تنجب و السعادة تحفها فحياتها الزوجية ناجحة .
و " ندى القبيحة " تجتهد و ترتقي و التوفيق في كل مرة حليفها .

مازالت الصداقة تجمعهما و بين فترة و فترة تزور كل منهما الأخرى ...
في بيت  " ندى القبيحة  " تقف " ندى الجميلة " و تتأمل جدران البيت المزينة بصور التخرج و شهادات التقدير و يتوسط الجدار الشهادة الجامعية . تقترب ندى الجميلة من الجدار تتحسسه بحسرة و تنظر و تتذكر عشقها لكتبها و مدرستها و عالمها الذي عشقته و احتضنها أعوام ..
و كلما ازداد على ذاك الجدار عدد الصور ازدادت في صدرها نظرات الغيرة والحسد .

في بيت " ندى الجميلة " تقف " ندى القبيحة " و تتأمل الجدران المزينة بصور أبناء صديقتها و أبيهم ويتوسط الجدار صورة للعائلة بأكملها والبسمة على تغر الجميع منقوشة . بحسرة وألم تنظر " ندى القبيحة " و تتخيل حياة تتمناها فكم هي تعشق جو الأسرة وكم تشتاق لتلك اللحظة و و و .. و كم تحب الأطفال ..

كل منهما تنظر إلى حائط الأخرى و ما منهما نظرت لحائطها و ما يزينه من نعم ، فكان لكل منهما حظاً من التعاسة و كانت سعادتهما منقوصة فالسعادة الكاملة تكون بالرضا بالقدر.

زينة زيدان

هناك 44 تعليقًا:

  1. لا احد يرضى بحياته هكذا هم البشر لا احد ينظر لما بين يديه و يتمنى ما بيد الاخرين دون ان يدركون ان السعاده و النعيم امو نسبيه لا ينتقص الله من احد شئ الا و اعطاه ما يغنيه لو تدبر في نفسه لعم بوجوده و استكفى .. الكمال لله وحده و كما وجد النعيم على الارض وجد الشقاء و البلاء و ما احب الله اعبدا الا و ابتلاه وان كان الابناء زينه الحياة الدنيا فالجمل جمال الروح :)

    :

    زينة الرائعه قصه في قمة الروعه كلها عبر سلمت اناملك ^_^

    ردحذف
    الردود
    1. صديقتي حنين

      أهلا بجمال اطلالتك البهية
      و العبرة من القصة هي القناعة بما يقسمه الله للبشر
      وأن الكمال لله وحده

      أشكرك حنين

      حذف
  2. جميلة القصة و جميلة العبرة منها..دوما في انتظار جديدك

    ردحذف
    الردود
    1. أحمد صالح

      سعيدة بتواجدك الكريم
      وأهلا بك في رحاب كلمتنا

      تحيتي

      حذف
  3. لكل واحد ليه 24 قيراط فى هذه الدنيا .... فى ناس تاخدهم وناس تانية مش تخدهم وناس تالته تاخد نصهم ..... ولكن الاهم ان بالفعل ما فيش انسان بيرضا بحاله وميملاش الا التراب فى عينيه ....
    تسلم ايديك ياجميل ...... ومستنية جديدك

    ردحذف
    الردود
    1. عزيزتي افنان
      أهلا بك صديقة عزيزة
      وأشكرك على تعليقك المفصل والشارح
      لفكرة القصة والعبرة منها

      كل الود عزيزتي
      وسعيدة بتواجدك

      حذف
  4. القناعة والرضا شيء جميل وأصبحت نادرة اليوم .. عبرة جميلة وقصة رائعة تحية ود وإعجاب

    ردحذف
    الردود
    1. صديقتي ليلى

      أهلا بكِ عزيزتي لقد اشتقت تواجدك الطيب

      وفعلا فإن القناعة والرضا أصبحا نادرين اليوم
      والكل يحسد ما في يد غيره ولا ينتبه لما تملكه يده


      تحيتي لكِ عزيزتي

      حذف
  5. سبحان الله
    ماحدش بيرضى باللى مكتبوله
    اللى وارد جدا يكون غيره مش لاقيه
    حبيت القصه جداااا ومغزاها
    تسلم ايدك

    ردحذف
    الردود
    1. عزيزتي دينا
      سعيدة بتواجدك معي
      وسعيدة جدا بزيارتي لمدونتك
      وسأكون بإذن الله متابعة لجديدك

      أشكر كلماتك ووجودك الكريم

      حذف
  6. Hello! My first visit, will visit you again. Seriously, I thoroughly enjoyed your posts( really interesting blog). Congrats my friend Would be great if you could visit also mine...Thanks for sharing! Keep up the fantastic work!

    ردحذف
  7. العزيزة زين

    قصة جميله وحقيقيه ومتكررة جداً ... فعلا الرضا هو الكنز الحقيقي في هذه الدنيا ..

    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. صديقتي أم محمد

      أتشرف دوما بتواجدك معنا
      وأتطلع بشوق لرؤية تعليقاتك المتميزة

      لكِ دوما مودتي ومحبتي

      حذف
  8. السعادة هو تحقيق حلم لذلك هي ليست موجودة فحين تحقق احد الاحلام يولد بداخلك حلم جديد و هكذا مع ولادة كل حلم تتطاير السعادة و يولد القلق و الأرق لتحقيق حلمك

    ردحذف
    الردود
    1. رؤية متميزة من جانب آخر
      أحب قراءتك لما وراء السطر
      وللفكرة التي تنغمس عبر الحبر
      السعادة لا تدرك لأننا دوما نركض إلى ما خلف ما نملك
      وحين امتلاكه نركض لما هو خلفه .. فتمر الحياة وكأنها مسيرة راكضة طوال الوقت نلاحق ما نملك ونتناسى ما هو ملكنا

      كل الود أخي العزيز
      وأشكر تواجدك الكريم

      حذف
  9. اختى العزيزة
    اخت الشهيد

    " ولسوف يعطيك ربك فترضى "
    صدق الله العظيم

    الرضا هو الغنى
    الشيخ متولى الشعراوى رحمه الله
    كان بيقول ان ربنا بيرزق البشر كلهم رزق واحد يعنى عشرة من عشرة
    لكن بيقسمها جزء صحة جزء راحة البال و كل واحد و حظه

    قصة جميلة فعلا

    تحياتى

    ردحذف
    الردود
    1. أخي ابراهيم

      سعيدة بك جدا
      وبتعليقك الملخص المفصل الموجز لما يدور في خاطري
      ولما حاول قلمي أن يسرده..

      وكلمات الشيخ الشعرواي تشرح الواقع البشري لكن البشر نادر من يتسم منهم بهذه الميزة وهي القناعة والرضا بالقدر


      أشكرك اخي العزيز

      حذف
  10. قصه جميله نأخذ منها عبره
    والرضا هو اجمل شئ في الوجود
    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. صديقتي كارولين

      الرضا هو أصل النعم والاستقرار
      وأصل الشعور بطيب العيش
      هو فعلا أجمل ما في الوجود

      تحيتي لكِ كارولين
      ولحضورك المتميز كل الود

      حذف
  11. قصة جميلة ، و واقعية ..

    لا يحصل الإنسان دائمًا على كل ما يريد ،
    تنقصه بعض الأشياء ،
    هي ابتلاءات من الله ،
    ليعرف إن كان سيصبر أم لا ..

    القناعة كنز لا يفنى ..
    أتمنى أن أصل للمعنى العميق لهذه الحكمة ..

    دمتِ بخيرٍ أختي ..

    تحيآاتي لكِ ..

    ردحذف
    الردود
    1. عزيزتي دعاء

      هي قصة أخذتها من مواقف تدور حولي في مجتمع يرى الأمور من زاوية واحدة ولا يرجع بنظره مرة أخرى ليتأكد من حقائق الأمور

      ولو وصلنا كبشر للمعنى العميق لهذه الحكمة وهذا الخلق " القناعة والرضا " لعاش البشر حياة الاطمئنان والاستقرار

      أشكرك دعاء على نظرتك العميقة
      وكلماتك الواصفة والشارحة

      تحيتي

      حذف
  12. شكرا زينه
    الرضا نعمة من الله يمن بها على من يحب من عباده
    ومن حرم منها فهو حقا محروم
    تحياتى زينه

    ردحذف
    الردود
    1. أخي محمد
      الرضا والقناعة هم اصل النعم
      وبهما تتحق سعادة الانسان

      تحيتي لك
      و لكلماتك الطيبة
      دومت بخير

      حذف
  13. هذه التدوينه على كيف كيفي :)
    مع تحفظي على نقطة الجميله والقبيحه فالكثير من الجميلات عاشوا حياتهن بدون زواج والكثير من القبيحات رزقهم الله بأزواج ممتازين .
    الا ان كل منا يفتقد الاشياء التي حرم منها او لم يكتبها له الله ويظن انها لو كانت من نصيبه لاكتملت سعادته وهو لا يعي ما عنده ويشتهيه الآخرون .
    سبحان الله ...هيك طبع البشر ولن يتغير ابدا مهما اشبعنا انفسنا بالكلام عن القناعه و الرضا بما كتبه الله لنا .

    ردحذف
    الردود
    1. مسرورة أن التدوينة أعجبتك
      وسروري يزداد بتواجدك الذي اشتقته كثيرا

      بالنسبة لنقطة الجميلة والقبيحة رغم أني شخصيا لا أتبنى هذه الفكرة وأثق جدا بان الجمال هو جمال الروح والعلم والخلق..إلا انه للأسف هذا طابع مجتمعاتنا بشكل عام..
      أما بالنسبة للعبرة من القصة فهي طابع شامل لكل البشر إلا من رحم ربي

      تحيتي لكِ غاليتي نيسان

      حذف
  14. دائما ننظر لحائط الغير فى حين اننا لو نظرنا امامنا سنرى نعم الله التى لا تعد ولا تحصى
    استمتعت كثيرا بقصه الجميله والقبيحه فكره رائعه وسرد اروع يا زينه عالمنا التدوينى

    ردحذف
    الردود
    1. صديقتي العزيزة هبة

      كم اسعد تواجدك أمسيتي
      وكم نحن جميعا ممتنين للعزيزة شيرين التي أفاقت فينا هذا النشاط الذي كان كأنه يتحين للنطلاق..

      بل الأروع هو انتِ عزيزتي

      حذف
  15. دائما لا نرضى عما نملك ونبحث عما نفتقده ولكن يبقى البحث والامل في تحقيق الامل يسكن بجوار الرضا عن الحال
    تحياتي لقصتك الرائعه

    ردحذف
    الردود
    1. اخي أسامة
      اهلا بعودتك التي زادتنا سرورا

      وفي كلماتك هنا حقا هو البحث عما نفتقده هو ما يتعسنا
      ويضنينا .. لا نشعر بالرضا بما هو بين أيدينا و نتطلع بعين الحسرة لما هو في يد غيرنا

      يلزمنا الرضى كي تتحقق السعادة
      تحيتي لك أخي

      حذف
  16. دائما زينه نحتاج الى السعاده وكلنا نجتهد عل السعاده تكون اتيه ولكن احيانا نرى ان السعاده بما يصف الاخرين ولكننا لا ندرى ان هذه السعاده التى نشعر بها من الاخرين تكون مصدر تعاسه لهم فان رضا كل منا بقدره فلابد ان السعاده ستاتى لا محاله
    قصه جميله معبره زينه
    تحياتى وتقديرى ابوداود

    ردحذف
    الردود
    1. إن السعادة مشروطة بالرضا فبدونه لا تتحقق
      وبه تكون الحياة اجمل ..

      أشكرك اخي أبو داود
      وتحيتي لصدق بوحك

      حذف
  17. رائعة قصتك يازينة فلسطين
    عبرتى باسلوب جميل واحساس اجمل ماشاء الله

    الحمد لله على كل حال فى السراء والضراء

    ورزقنى واياك حسن الخاتمة والرضا بالحال
    بارك الله فيك غاليتى
    تحياتى لك متابعة لكل جديدك

    ردحذف
    الردود
    1. صديقتي وأختي الغالية ليلى

      الحمد هو تفسير الشعور بالقناعة والرضا
      وهو شعور صادق ينبع عن نفس راضية
      به تتحقق السعادة البشرية
      وحياة الاطمئنان والاستقرار
      فالحمد لله رب العالمين

      تحيتي لكِ أختي
      ولنبل أخلاقك

      حذف
  18. قمة الطمع = الإنسان!
    :)

    لا يرضينا شيء و نربو للمزيد

    دومًا!

    ردحذف
    الردود
    1. أخي هيثم

      أهلا بعودتك لقد اشتقنا اطلالاتك المميزة ووجودك المستمر بيننا...

      وحقا هي طبيعة البشر ترنو للمزيد إما بدافع الطمع أو قد نلطف المسمى قليلا وننعته بالطموح وفي كلا الحالتين هو عدم رضا .. وبعد عن السعادة

      يسرني جدا تواجدك

      حذف
  19. صباحكِ ورد وود ..زينة الراقية

    وقصة رائعة وعميقة ..بالرضى ننال الرضى

    وبالحسد يدمر الإنسان نفسه ..ولايدري

    ونعم الله كثيرة وتحتاج كل تقدير

    ولو رضى كل إنسان بقدره لحصلنا على نعم أكثر

    أسعدني الصباح هنا

    دمتم بكل ود

    ردحذف
    الردود
    1. أخي ريان

      بالرضى ننال الرضى
      وبالحسد يدمر الإنسان نفسه

      أوجزت فأفدت

      كل الشكر لك أخي العزيز

      حذف
  20. قصة جميلة و فعلا الرضا بالقدر شيء مهم في الحياة ..
    و علمتني الحياة أن من ينظر لما بيد الأخر لا يستمتع بما بيديه و لا و سيحصل على ما لدى الأخر ..

    سلامي

    ردحذف
    الردود
    1. اهلا بك إيمي سعيدة بتواجدك

      ودرس الحياة لديك جميل

      تحيتي لك

      حذف
  21. فالسعادة الكاملة تكون بالرضا بالقدر.
    نعم، فليس هناك كما في الدنيا.

    ردحذف
  22. جميله قوى قوى يا زينه ربنا يكمل سعادتنا كلنا يارب

    ردحذف
  23. قصة كتير حلوة بتعرفي كل واحد بيأخد نصيبه بالدنيا و ربنا بوزع رزقه على العباد ولازم كل واحد يرضى ب ربنا كاتبه لأن سبحانه وتعالى أعلم بعبادة

    ردحذف

زودني بثقافتك .. مساحة النقاش بين يديك