تحيا .. تحيا بلادي

 تحيا.. تحيا بلادي

خرجت هي علينا فهبَّ الجميعُ واقفين ، اهتزت القلوبُ وارتعشتْ اليدين،

وقبل أن تنطق حرفاً صمتتْ الملايين، فلم يرَ بجمالها أحدُ الحاضرين.

هي شمسٌ أشرقت فتلعثم العالمون . في يوم خطبتها طلبتْ مهراً عظيماً

فتناثرت حولها الأرواح واجتهد لكسب رضاها كل العاشقين.

تقدم لخطبتها غربي ثري أزره متين، فثارت غيرة الشرقي الجائع

الحزين وأقسم بالله عن حقهِ بها ألا يلين.

تقاضى الغربيُ والشرقيُ لدى محكمة العدل والتمكين . ومما يدعو

للسخرية أن في تلك المحكمة القاضي غربي ومحامي الدفاع غربي

 وحتى الحاجب غربي وذاك المقعد الذي يجلس عليه الشرقي أيضا

غربي... و ..و .. و.. غربي ، ما أبجحُكَ أيها الشرقي !!

 تقاضي الغربي الثري في محكمةٍ في دولةٍ لها محور ثلاثي

شمالي وجنوبي وعالم غربي ، فجهة الشرق اندثرتْ منذُ انقراض

العربي الأبي.

الفوز كان قطعاً للغربي ، فاز الغربي ولدى نفس

المحكمة ما زال يتقاضي العربي .. وفي كلِّ جلسةٍ

 يشارُ إليه بأسلوبٍ هزلي . شاخت العروس وما زالت تنتظرُ

-من المليون جلسة- حكم قضائي لصالح العربي  . فهي تذكر لهفته

ومازالت تذكر كيف يهتفُ أبداً لأجلها بصوته الجلي

تمرُ الأيام والأعوام ....

ومازال  حتى اللحظة بكل جبروته ولهفته باسمها

 ينادي...

" تحيا .. تحيا بلادي "

زينة زيدان

تدوينة سبق نشرها ... !!