الثلاثاء، 5 مايو 2015

الهجرة الفلسطينية .... هجرة طيور


الهجرة الفلسطينية .... هجرة طيور  
                                                        
   الهجرة الفلسطينية هجرة طيور لا هجرة نجاة

لماذا تهاجر أسراب الطيور ؟؟ عند طرح هذا السؤال تتبادر للذهن مباشرة الإجابة ، وهي أن هجرتها للحفاظ على حياتها فهي تقطع المسافات وتتكبد العناء كي تحافظ على حياتها . هذا ما يتبادر لذهنك وهذا هو ما يقنعك . لكن الأمر ليس كذلك بالضبط ، فالهجرة ليس حفاظا على حياتها هي إنما للحفاظ على نوعها من الانقراض . أي هي بهجرتها تضحي لأجل الأجيال القادمة ،لأجل البقاء و ليس المقصود بقاءها على قيد الحياة إنما لأجل بقاء النوع. وما يؤكد أن هجرتها لأجل النوع وليس لأجل الذات هو الحقيقة الأخرى المتمثلة في أسراب الأسماك التي تهاجر وتسير عكس تيارات المياه آلاف الكيلو مترات لتضع بيضها في مكان يحفظ للجنين داخل البيضة الحياة . وهنا أيضا تتكبد العناء حيث أنه في مشوارها المرهق الطويل يموت منها ملايين الأسماك...
 لكنها تثابر لكي يصل بعضها فتضع البيض في مناطق الماء الدافئ لتفقس بلايين الأسماك..  فهي لما ضحت بالملايين من ذاتها إنما لأنها تعلم بإيحاء من الله أنها ستحيي بهجرتها بلايين الأسماك من نوعها ...  وبهذا فإن هجرتها لم تكن لأجل حياتها إنما لأجل حياة النوع وحمايته من الانقراض ولو كانت الهجرة حفاظا على حياتها وحرصا عليها لكان الأولى لتلك الأسراب ألا تهاجر. هذه حقيقة لا جدال فيها...
 ولكن السؤال : هل يمكن ان نقيس ذلك على هجرتنا أي هجرة أهل فلسطين ؟؟
أي انه لما هاجر أجدادنا من أرضهم بعد أن بطشت بهم أيدي الهاغاناة كان هدفهم هو الحفاظ على النوع وليس النجاة بأنفسهم وما خرجوا إلا ليولد من أصلابهم حامل الحجر وحامل المقلاع وحامل السلاح 
  و الاستشهادي الذي هو بدوره قاد نفسه للموت ليجعل من موته لنا حياة ... ويجعل من موته حياة لألف جيل من بعده  ... وإلا فكيف تفسر قوله تعالى     : ( لا تحسبن الذين قتلوا في سيبل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)
والحقيقة الطبيعية التي لا شك فيها أيضا أن كل الأسراب المهاجرة من الكائنات مهما بعدت عن مواطنها سواء في هجرتها المائية أو الجوية أو برية  دوما وبلا شك لها عودة  ...
وكذلك هجرتك يا شعبي هجرة تنتهي بعودة وما نقول ذلك إلا بيقين الصابرين الواثقين بعهد الله.

زينة زيدان الحواجري