ثــــــــــورة ُ كَـلِـــم
بين
النص والحاشية تاهت خطوات القلم،
وكان
أثرُ خطواتِه كَلِم.
كسائرٍ
عبر الصحراء تائه الخطى
شق طريقه عبر الصفحة البيضاء ذاك القلم .
فكان
وقعُ أقدام الحروف على الصفحة مرتجف ،
فأفصحَ
عن كلماتٍ بلا مغزى ولا لذة ولا طعم .
رأس
الصفحة أبيض ينتظرُ أن يملأه عنوان ذو قيم كسماءٍ نقية لا يشوبها غيم....
فار
الحبر بعشوائيةٍ عبر النقاء ظنناً بنفسه أنه يخطُ حكم .
أراد
أن يكون زينة ً كما يفعلُ في السماء النجم ..
وتناسى
عشوائيته وسواد رذاذه الذي لا يجلب للصفحةِ سوى ليل حالك بلونِ الفحم.
عاث
السواد فساداً عبر الصفحة ِ البيضاء ، فالمتأمل بها لا يدرك حقاً..
هل أن الصفحة َ كانت فعلا ً بيضاء ...؟؟!
أم
هي أصلها سوداء يتخللها رتوش بيضاء..؟؟!!!
وفي
النهاية وجدت ُ بين يدي لوحة.... لوحة مرسومة بفرشاة ِ القدر
فالصفحة
البيضاء وطني الكبير الذي يجمعُ شمل َ العروبة الشماء ،
وفي أعلاها حبر يتناثر كغيوم ٍ في السماء ،
والكلمات التي تتزاحم ُ أسفله هي شعب ذو أيد ٍ
مرفوعة بالدعاء
تطلب من المولى أن تكون غيوم خيرٍ وشتاء
وسببا
ً في غسل الأرض التي ارتوت من تحت أقدامِه دماء...
إن كنت رساما ً فارسم
لوحتك واجعل عنوانها
..."
قدرة الحبرِ على غسل الدماء "
فلو
كانت كل أقلامنا منذ البداية شريفة عفيفة ثابتة الخطى
لما تاهت منا الدروب عبر
الصحراء ،
ولَما
كنا قطيع أبقار مُغمى الأعين نبحث الكلأ
ومن حولنا العشب في كل الأنحاء ،
ولَما
ألبسنا الحملَ جلد أسدٍ وتوجناه راع ٍ لنا
،
ووقع السياط على جلودنا كصوت الحادي عبر المهالك
يقودنا ...!!
لو
كانت أقلامنا منذ البداية شريفة عفيفة ثابتة الخطى...
لسالَ الحبر بانتظام وتحكم به ضمير عقلاء وليس
أقوياء ،
ولسطرَ عبر السماء نور علم ووعي وضياء...
و
لانسابت أشعة النور لِتنجد َ الأجساد النحيلة المغرقة بالشقاء..
زينة زيدان